الى من يجادل
صفحة 1 من اصل 1
الى من يجادل
الى من يجادل
الى من يجادل ...لِـيُعلم أن أمثال أولئك الناعقين بما يسمونها ( الحضارة ) وأمثالهم هم الصرعى ، وأن بهم الصرع الأعظم كما قال ابن القيم ~ : ( ولو كُشِفَ الغطاءُ لرأيتَ أكثرَ النفوسِ البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة ، وهي في أسْرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ، ولا يمكنها الامتناع عنها ولا مخالفتها ، وبها الصَّرْع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلاَّ عند المفارقة والمعاينة ، فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة - وبالله المستعان - ) .
ثم ذكَرَ عِلاجَ هذا الصَّرْع سواء من مرض روحاني أو سحر أو مس شيطاني ، وسوف أنقله - إن شاء الله تعالى- لأنه عظيم الفائدة ، ولعلنا نتنبَّه ولا نظن أنَّ الصرعَ فقط لِمَن نسميهم مصروعين ، بل إن بعض هؤلاء يكون مصاباً بذلك وفيه دِين وخير ، فعاقبته بصبره على مصيبته خير عاقبة ، وفي قصة المرأة التي تُصْرع وتتكشف عِبْرة وتصديقـاً لِمَا ذكَـرْت ، ففي « الصحيحين » من حديث « عطاء بن أبي رباح » قال : قـال « ابنُ عباس » : ألا أُرِيك امرأةً من أهل الجنة ؟! ، قلتُ : بلى ، قال : هذه المرأة السوداء ، أتَتِ النبي صلى الله عليه و سلمفقالت : " إِنِّي أُصرع وإني أتكَشَّف فادع الله لي " ، فقال : ( إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولكِ الجنة ، وإن شئتِ دَعَوْتُ الله لَكِ أنْ يعافيكِ) ، فقالت : " أصبِر" ، ثم قالت : " فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكَشَّف " ، فدعا لَهَا.
أما الصَّرعى حَقِيقَةً فقد بَيَّن أمرَهم ابنُ القيم ~ ، وإذا كان يقول هذا القول في وقته فكيف لو رأى ما نحن فيه ؟! ، ربما قال لنا : ( أنتم مصروعين بِجِنٍّ مصروعين !! ) ، ومعلومٌ أن للجن شياطين مُسَلَّطة عليهم كما هي مُسَلَّطة على الإنس .
وإليك كلامه فتأملـه -(وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُـون)- ، ونحن ليسَت ما تُسمى ( الحضارة ) دِيننا حتى نُخَوَّف بمخالفتها ! ، وإنما دِيننا الإسلام .
قال ~ : ( أما جَهَلة الأطباء وسَقَطهم وسفلتهم ومَن يعتقد بالزندقة فضيلة ، فأولئك يُنكرون صَرْعَ الأرواح ولاَ يُقِرُّون بأنها تؤثّر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ، والحسّ والوجود شَاهِدٌ بِه ) .
ثم ذَكَرَ أن مِنَ المعالجين لهذا الصرع من يكتفي بقوله : «أُخرج منه »، أو يقول :«بسم الله »، أو يقول : « لا حول ولا قوة إلا بالله »، والنبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : «أُخْرُج عدو الله ، أنا رسول الله » .
ثم قال : ( وشاهدت شيخَنا « يعني شيخ الإسلام ابن تيميه ~ » يُرسل إلى المصروع مَن يُخاطب الرُّوحَ التي فيه ويقول : قال لكِ الشيخ:«أُخرجي ، فإنَّ هذا لا يحلّ لَكِ »،فيفيق المصروع .
ورُبَّما خاطَبَها بنفْسه، وربما كانت الرُّوح ماردة فيخرجها بالضرب ، فيفيق المصروع ولا يحس بألَم .
وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً ، وكان كثيراً ما يقرأ في أذن المصروع ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)
وحدثني أنه قرأها في أذن المصروع فقالت الروح : « نعم » ، ومَدَّ بها صوته قال : فأخذتُ له عصا وضربته بها في عروق عُنقه حتى تخلّت يدايَ من الضرب ، ولم يشكّ الحاضرون بأنه يموت لذلك الضرب ، ففي أثناء الضرب قالت : « أنا أحبـه » ، فقلت لها : هو لا يُحبكِ، قالت :« أنا أريد أنْ أحج به » ، فقلت لها : هو لا يريد أن يَحُـجَّ معكِ ، فقالت : « أنا أدعـه كرامة لك » ، قال : قلت : لاَ ، ولكن طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه و سلم ، قالت : « فأنا أخرج منه » ، قال : فقعد المصروع يلتفت يَمِنياً وشِمالاً ! .. وقال : [ ما جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟! ] ، قالوا : وهذا الضرب كله - يعني ألم تشعر به ؟! - فقال : [ وعلى أي شيء يضربني الشيخ ولم أذنب ؟! ] ، ولَم يشعر بأنه وقع به ضرب البتّة .
وكان يُعالِج بآية الكرسي ، وكان يأمر بكثرة قراءة المصروع ومَن يعالجه بها وبقراءة المعوِّذتين .
وبالجملة ..فهذا النوع من الصَّرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظِّ من العلم والعقل والمعرفة .
أقول : كثيرونفي زماننا-لا كثَّرهم الله -ينكرون ذلكويسخرونمنه، وذلك من بعض بركات علوم الكفرة التي غرقوا في لُجج بحارها ! ، وما فُتحت عليهم في هذا الزمان الدجَّالي إلا لِهَوانِهِم على خالقهم ، ولأن عقولَهم غير قابلة لِتَلَقِّي موروث الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم ، ولذلك يحتقرون المؤمنين وَهُمُ الأراذل الأسافل ! .
الصـرع الأكـبـر :
ثم قال ابن القيم ~ بعد الكلام السابق مبيناً الصرع الذي يظن صاحبه أنه أعقل الناس وأكملهم مع أنَّ فيه الصرع الأكبر ، وقد ملأ هذا الصنف الأرض اليوم ! .
قال : ( ولَوْ كُشِف الغطاء لرأيتَ أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة وهي في أسْرِها وقبضتها ، تسوقها حيث شاءت ، ولا يمكنها الامتناع عنها ولا مخالفتها ، وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة - أي عند فراق الدنيا ومعاينة الآخرة - ، فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة - وبالله المستعان - ) .
وحيث قد تقدم بيانه ~ لعلاج الصرع الأصغر والأهون ، فتأمل الآن بيانه وإرشاده لعلاج الصرع الأكبر ، ولا ريب أن غفْلتنا عن هذا الأمر العظيم وترك معالجته لا تدل دلالتها إلا على استحكام هذا الصرع فينا مع فساد شعورنا به ! .
عـلاج الصـرع الأكـبـر :
قال ابن القيم ~ : ( وعلاج هذا الصرع باقتران العقل الصحيح إلى الإيمان بما جاءت به الرسل ، وأن تكون الجنة والنار نصب عينه وقِبْلَةَ قلبه ، ويستحضر أهل الدنيا وحلول الْمَثُلاَت والآفات بهم ، ووقوعها خلال ديارهم كمواقع القطر وهم صرعى لا يفيقون ؛ وما أشَدّ هذا الصرع ، ولكن لَمَّا عمَّت البلية به بحيث لا يُرى إلاَّ مصروعاً لَمْ يصِر مستغرَبـاً ولاَ مستنكَراً ، بل صار لكثرةِ المصروعين عين المستنكَر المستغرَب خلافه .
فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً أفـاق من هذه الصَّرْعَـة ونَظَر إلى أبناء الدنيا مصروعين حَولَه يميناً وشمالاً على اختلافطبقاتهم ، فمنهم من أطبق به الجنون ، ومنهم مَن يُفيق أحياناً قليلة ويعود إلى جنونه ، ومنهم مَن يُفيق مرةً ويُجَنّ أخرى ، فإذا أفـاق عَمِلَ عَمَلَ أهل الإفاقـة والعقل ، ثم يُعـاوده الصرع فيقع في التخبيط ) ؛ وهذا ليس بخارجٍ عن موضوعنا ، ففيه موعظة بليغة وفتحُ بابٍ للتفكُّرِ السليم .
الى من يجادل ...لِـيُعلم أن أمثال أولئك الناعقين بما يسمونها ( الحضارة ) وأمثالهم هم الصرعى ، وأن بهم الصرع الأعظم كما قال ابن القيم ~ : ( ولو كُشِفَ الغطاءُ لرأيتَ أكثرَ النفوسِ البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة ، وهي في أسْرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ، ولا يمكنها الامتناع عنها ولا مخالفتها ، وبها الصَّرْع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلاَّ عند المفارقة والمعاينة ، فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة - وبالله المستعان - ) .
ثم ذكَرَ عِلاجَ هذا الصَّرْع سواء من مرض روحاني أو سحر أو مس شيطاني ، وسوف أنقله - إن شاء الله تعالى- لأنه عظيم الفائدة ، ولعلنا نتنبَّه ولا نظن أنَّ الصرعَ فقط لِمَن نسميهم مصروعين ، بل إن بعض هؤلاء يكون مصاباً بذلك وفيه دِين وخير ، فعاقبته بصبره على مصيبته خير عاقبة ، وفي قصة المرأة التي تُصْرع وتتكشف عِبْرة وتصديقـاً لِمَا ذكَـرْت ، ففي « الصحيحين » من حديث « عطاء بن أبي رباح » قال : قـال « ابنُ عباس » : ألا أُرِيك امرأةً من أهل الجنة ؟! ، قلتُ : بلى ، قال : هذه المرأة السوداء ، أتَتِ النبي صلى الله عليه و سلمفقالت : " إِنِّي أُصرع وإني أتكَشَّف فادع الله لي " ، فقال : ( إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولكِ الجنة ، وإن شئتِ دَعَوْتُ الله لَكِ أنْ يعافيكِ) ، فقالت : " أصبِر" ، ثم قالت : " فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكَشَّف " ، فدعا لَهَا.
أما الصَّرعى حَقِيقَةً فقد بَيَّن أمرَهم ابنُ القيم ~ ، وإذا كان يقول هذا القول في وقته فكيف لو رأى ما نحن فيه ؟! ، ربما قال لنا : ( أنتم مصروعين بِجِنٍّ مصروعين !! ) ، ومعلومٌ أن للجن شياطين مُسَلَّطة عليهم كما هي مُسَلَّطة على الإنس .
وإليك كلامه فتأملـه -(وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُـون)- ، ونحن ليسَت ما تُسمى ( الحضارة ) دِيننا حتى نُخَوَّف بمخالفتها ! ، وإنما دِيننا الإسلام .
قال ~ : ( أما جَهَلة الأطباء وسَقَطهم وسفلتهم ومَن يعتقد بالزندقة فضيلة ، فأولئك يُنكرون صَرْعَ الأرواح ولاَ يُقِرُّون بأنها تؤثّر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ، والحسّ والوجود شَاهِدٌ بِه ) .
ثم ذَكَرَ أن مِنَ المعالجين لهذا الصرع من يكتفي بقوله : «أُخرج منه »، أو يقول :«بسم الله »، أو يقول : « لا حول ولا قوة إلا بالله »، والنبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : «أُخْرُج عدو الله ، أنا رسول الله » .
ثم قال : ( وشاهدت شيخَنا « يعني شيخ الإسلام ابن تيميه ~ » يُرسل إلى المصروع مَن يُخاطب الرُّوحَ التي فيه ويقول : قال لكِ الشيخ:«أُخرجي ، فإنَّ هذا لا يحلّ لَكِ »،فيفيق المصروع .
ورُبَّما خاطَبَها بنفْسه، وربما كانت الرُّوح ماردة فيخرجها بالضرب ، فيفيق المصروع ولا يحس بألَم .
وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً ، وكان كثيراً ما يقرأ في أذن المصروع ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)
وحدثني أنه قرأها في أذن المصروع فقالت الروح : « نعم » ، ومَدَّ بها صوته قال : فأخذتُ له عصا وضربته بها في عروق عُنقه حتى تخلّت يدايَ من الضرب ، ولم يشكّ الحاضرون بأنه يموت لذلك الضرب ، ففي أثناء الضرب قالت : « أنا أحبـه » ، فقلت لها : هو لا يُحبكِ، قالت :« أنا أريد أنْ أحج به » ، فقلت لها : هو لا يريد أن يَحُـجَّ معكِ ، فقالت : « أنا أدعـه كرامة لك » ، قال : قلت : لاَ ، ولكن طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه و سلم ، قالت : « فأنا أخرج منه » ، قال : فقعد المصروع يلتفت يَمِنياً وشِمالاً ! .. وقال : [ ما جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟! ] ، قالوا : وهذا الضرب كله - يعني ألم تشعر به ؟! - فقال : [ وعلى أي شيء يضربني الشيخ ولم أذنب ؟! ] ، ولَم يشعر بأنه وقع به ضرب البتّة .
وكان يُعالِج بآية الكرسي ، وكان يأمر بكثرة قراءة المصروع ومَن يعالجه بها وبقراءة المعوِّذتين .
وبالجملة ..فهذا النوع من الصَّرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظِّ من العلم والعقل والمعرفة .
أقول : كثيرونفي زماننا-لا كثَّرهم الله -ينكرون ذلكويسخرونمنه، وذلك من بعض بركات علوم الكفرة التي غرقوا في لُجج بحارها ! ، وما فُتحت عليهم في هذا الزمان الدجَّالي إلا لِهَوانِهِم على خالقهم ، ولأن عقولَهم غير قابلة لِتَلَقِّي موروث الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم ، ولذلك يحتقرون المؤمنين وَهُمُ الأراذل الأسافل ! .
الصـرع الأكـبـر :
ثم قال ابن القيم ~ بعد الكلام السابق مبيناً الصرع الذي يظن صاحبه أنه أعقل الناس وأكملهم مع أنَّ فيه الصرع الأكبر ، وقد ملأ هذا الصنف الأرض اليوم ! .
قال : ( ولَوْ كُشِف الغطاء لرأيتَ أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة وهي في أسْرِها وقبضتها ، تسوقها حيث شاءت ، ولا يمكنها الامتناع عنها ولا مخالفتها ، وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة - أي عند فراق الدنيا ومعاينة الآخرة - ، فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة - وبالله المستعان - ) .
وحيث قد تقدم بيانه ~ لعلاج الصرع الأصغر والأهون ، فتأمل الآن بيانه وإرشاده لعلاج الصرع الأكبر ، ولا ريب أن غفْلتنا عن هذا الأمر العظيم وترك معالجته لا تدل دلالتها إلا على استحكام هذا الصرع فينا مع فساد شعورنا به ! .
عـلاج الصـرع الأكـبـر :
قال ابن القيم ~ : ( وعلاج هذا الصرع باقتران العقل الصحيح إلى الإيمان بما جاءت به الرسل ، وأن تكون الجنة والنار نصب عينه وقِبْلَةَ قلبه ، ويستحضر أهل الدنيا وحلول الْمَثُلاَت والآفات بهم ، ووقوعها خلال ديارهم كمواقع القطر وهم صرعى لا يفيقون ؛ وما أشَدّ هذا الصرع ، ولكن لَمَّا عمَّت البلية به بحيث لا يُرى إلاَّ مصروعاً لَمْ يصِر مستغرَبـاً ولاَ مستنكَراً ، بل صار لكثرةِ المصروعين عين المستنكَر المستغرَب خلافه .
فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً أفـاق من هذه الصَّرْعَـة ونَظَر إلى أبناء الدنيا مصروعين حَولَه يميناً وشمالاً على اختلافطبقاتهم ، فمنهم من أطبق به الجنون ، ومنهم مَن يُفيق أحياناً قليلة ويعود إلى جنونه ، ومنهم مَن يُفيق مرةً ويُجَنّ أخرى ، فإذا أفـاق عَمِلَ عَمَلَ أهل الإفاقـة والعقل ، ثم يُعـاوده الصرع فيقع في التخبيط ) ؛ وهذا ليس بخارجٍ عن موضوعنا ، ففيه موعظة بليغة وفتحُ بابٍ للتفكُّرِ السليم .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى